الخميس، 24 ديسمبر 2015

كم عدد الأنبياء

اختصّ الله سبحانه وتعالى فئةً من البشر لمهمّة عظيمة جليلة وهي مهمّة إرشاد العباد إلى عبادته سبحانه وتوحيده وأنزل عليهم الشّرائع التي تنظّم حياتهم وتحكم علاقاتهم مع بعضهم البعض، فكان من الأنبياء من كان رسولاً أرسله الله تعالى إلى أقوام بعينهم وأمره بتبليغ رسالته إلى النّاس كما أرسل الله تعالى سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام إلى قريش فجاء برسالةٍ جديدة مهيمنةً على كلّ الشّرائع وخاتمةً لها وهي رسالة الإسلام، ومن الأنبياء من كان نبيًّا فقط لم يأت برسالة جديدة وإنّما جاء ليؤكّد على شريعة من قبله وليبقى بين قومه مرشداً، وهادياً ومبشرًّا ونذيراً بدون أن يؤمر بالّتبليغ وأداء الرّسالة كما هو الحال مع بني إسرائيل حيث بعث الله تعالى فيهم كثيراً من الأنبياء .




إنّ النّاظر في سير الأنبياء وقصصهم يرى كيف كانوا في مرتبةً عاليةٍ في الإيمان والأخلاق حتّى أنّ الله تعالى قد عصمهم من الأخطاء والمعاصي التي يرتكبها النّاس حتّى يظلّوا قدوةً ومنارة تستنّ بسيرتهم الأمم، وقد كان جميع أنبياء الله رجالاً لهم صفات البشر فهم يأكلون الطّعام ويمشون في الأسواق ولكنّهم مختصّون ببعض من الميّزات والخصائص ليست لغيرهم فهم يبتلون أكثر من غيرهم لشدّة إيمانهم ودينهم، وهم تنام عيونهم ولا تنام قلوبهم وهم معصومون من الخطأ كما أسلفنا، ومن خصائصهم كذلك أنّ الأرض لا تأكل أجسادهم الشّريفة.

عدد الأنبياء

روي عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام حديثاً رواه الإمام أحمد بن حنبل عن الصّحابي الجليل أبي ذر أنّه سأل النّبي الكريم عن عدد الأنبياء فقال له، مائة وأربعة وعشرون ألفاً، كما سأله عن عدد الرّسل فقال له، ثلاثمئة وبضعة عشر رسولاً وقيل ثلاثمئة وخمسة عشر رسولاً، وهذا الحديث صحّحه أحد كبار علماء الحديث في العصر الحديث وهو الشّيخ الألباني رحمة الله تعالى في كتابه مشكاة المصابيح. ذكر الله تعالى في كتابه الحكيم أسماء خمسة وعشرون من رسله وأنبيائه، وقد اختصّت سورة الأنعام من بين السّور بذكر ثمانية عشر اسماً منها، أمّا باقي أنبياء الله فقد ذكروا في مواطن متفرقة، كما اشتملت أحاديث النّبوة على ذكر أنبياء منهم نبي بني إسرائيل يوشع بن نون الذي حبست له الشّمس، وكذلك نبي الله شيث الذي أنزل الله معه خمسون صحيفة، وهناك أسماء لرجال اختلف أهل العلم فيهم هل هم أنبياء أم لا وهم تبع والعبد الصالح في قصّة موسى، وذو القرنين، والصّواب أن يتوقّف الإنسان في حالهم بسبب عدم ورود النّص في ذكر نبوّتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق